التّفكير اللّغويّ عند عبد القاهر الجرجاني: الأصول والامتدادات

تاريخ المؤتمر 16- 17/ 4/ 2025م

الجهة المنظمة:

• الكلية المتعددة التخصصات بالناظور بجامعة محمد الأول – المملكة المغربية.

• فريق البحث في الخطاب والدلالة بمختبر المجتمع والخطاب وتكامل المعارف.

• ماستر أصول الخطاب الأدبي والنقدي ومرجعياته.

الورقة التأطيرية:

يعدُّ عبد القاهر الجرجاني (471 هـ) عَلمًا بارزًا في التّراث اللغويّ العربيّ؛ فقد ألّف في علوم العربيّة كالنحو والصرف والعروض والبلاغة والتفسير، وهذا ما يجعله موصولا بالموسوعية التي ميّزت العلماء في التراث العربي والإسلامي. كما شكّلت مؤلفاته اجتهادات علمية طريفة ومؤسِّسة. والحقّ أن الدّارسين والباحثين قد اعتنوا بمؤلّفات الجرجاني قديما وحديثا عناية فائقة شرحا وتفسيرا وتحقيقا وتحليلا ومراجعة ومقارنة، وعلى الرغم من هذا، بقيت الحاجة ملحّة إلى ضرورة العودة إلى الجرجاني لتلمّس جوانب طريفة في إنتاجه، وإعادة قراءة تصوّراته في ضوء الأسئلة الجديدة، فتراث الجرجاني تراث قمين بتقديم عديد من الأجوبة على الإشكالات التي تعيق تطور البحث اللغوي العربي، ويفسح المجال لإعادة النّظر في القراءات الكثيرة التي قرأت تراث الجرجاني في ضوء الاتجاهات الفكرية واللسانية المعاصرة. إن العودة إلى التراث عموما، ومؤلفات الجرجاني على وجه الخصوص، في هذا العصر المتسم بالثورة التكنولوجية والرقمية، ليس تمجيدًا ولا ضربا من استغراق الذّات والانغلاق عليها، بل إنه مدخل من مداخل بناء الحاضر، واستشراف المستقبل، وهو -أيضا- ضرورة معرفية لمراجعة قراءات الباحثين لتراث الجرجاني، ومراجعتها، لفهم أصول تفكيره اللغويّ ومرجعياته، ورصد امتدادات هذا التفكير اللغوي في المعاصرين له واللاحقين بعده.

انطلاقا من هذا التّصوّر، ارتأت هذه الورقة العلميّة أن تبحث في إشكاليات تتّصل بالفكر اللغويّ عند عبد القاهر الجرجاني، ذلك بأن أساس النّظر عند عبد القاهر الجرجاني هو التّفكير والعقل، حيث يرتبط النّظم/ التفكير في المطابقة بين المعاني النحوية والمقاصد القولية، يقول: “ليس الغرضُ بنظم الكَلِمِ، أنْ توالَتْ ألفاظها في النطق، بل أن تناسقت دلالتها وتلاقَتْ معانيها على الوجه الذي اقتضاه العقل” . إن التّفكير، عند الجرجاني، منغرس في اللغة عامة، وفي معاني النحو خاصّة، فعليها المدار، وبها يكون النّظم، وعلى أساسها ينبني الفهم ويختلف، أو يصحُّ ويقوى، أو ينقص أو يضعف؛ فمعاني النحو عنده جمعٌ في مفرد، وتتأرجح بين الانتظام في قواعد ثابتة، والامتداد الأفقي في إمكانات تعبيرية وتخاطبية لا حصر لها. يقول في هذا الصدد: “وإذ قد عرفتَ أنَّ مَدار أمر “النظم” على معاني النحو، وعلى الوجوه والفروق التي من شأنها أن تكون فيه، فاعلم أنَّ الفروق والوجوه كثيرة ليس لها غاية تقف عندها، ونهايةٌ لا تجد لها ازديادًا بعدها، ثمّ اعلم أنْ ليست المزيّةُ بواجبة لها في أنفسها، ومن حيث هي على الإطلاق، ولكن تَعْرِض بسبب المعاني والأغراض التي يُوضَع لها الكلام، ثم بحسب موقع بعضها من بعض، واستعمال بعضها مع بعض” .

وإذا كان التّفكير اللغويّ هو محرّك النظرية والتّفكير العلميّ عند الجرجانيّ، فإن من أهداف هذا المؤتمر، أن يرصد تجلّيات هذا التفكير اللغويّ في مؤلّفات الجرجاني عموما، ذلك بأن تصوّره العلميّ لم يبرز في مؤلفاته البلاغية فقط [أسرار البلاغة ودلائل الإعجاز] بل إنه تركّب وتأسس عبر مراحل ومحطّات، واستقى مفاهيمه وأسسه من روافد عديدة، وهذا ما تثبته مؤلّفاته، فقد كانت بدايته نحويّة، وألَّف عدّة كتب في علم النحو منها: “المغني في شرح الإيضاح”، و”المقتصد”، و”العوامل المائة”، وكتاب “الجمل”، كما ألف في الصّرف “العمدة في التصريف”، وألف في علم العروض. ولا شكّ في أنّ هذه المؤلّفات كانت إرهاصات لنظرية الجرجاني في النّظم التي أسسها على ركائز لغويّة نحوية، ومن ثمّ فإن التّفكير اللغويّ تشكّل على أصل أساس، هو الأصل اللغويّ. كما أن ربط نظرية النظم بالسياق التداولي العربي الإسلامي يحيلنا على الأصل الكلاميّ- العقدي؛ ذلك بأن الجرجاني انشغل بالرّد على المخالفين من غير أصحابه، فانبرى لكشف أسرار بلاغة القرآن الكريم، وبَسْطِ دلائل إعجازه.

انطلاقا ممّا سبق، يمكن القول إنّ هذا المؤتمر يسعى إلى استقراء مظاهر التفكير اللغويّ وتجلياته عند الجرجانيّ، وتتبّع أصوله ومرتكزات بنائه. ولا شكّ أن تراث الجرجاني علامة فارقة؛ ولا أدلّ على هذا، تأثر كثير من النقاد والمفسرين والباحثين قديما وحديثا بتصوراته؛ فمنظورات الجرجاني صارت مرتكزات وأسسا لمشاريع علمية تالية تتبعّت أصول فكره، وتأست بمنهج نظره؛ فقد عمل الزمخشريّ في “الكشّاف” على تطبيق مستندات نظرية النّظم، وتقفّى أثرها في بيان إعجاز القرآن، بناءً على نظمه ومعاني أساليبه. وظلت نظرية النظم تلقي بظلالها في كتب التّفسير حتى امتدت إلى المفسرين المعاصرين، كالطاهر ابن عاشور الذي اسلتهم أسسها، وتقفّى أثرها في “التحرير والتنوير”. كما امتدت اجتهادات الجرجاني امتدادا واسعا لدى البلاغيين اللاحقين، فاحتفى العلماء بكتابيه “الأسرار والدلائل” شرحا وتفسيرا وتبويبا وتقسيما وترتيبا كما فعل الفخر الرازي في كتابه “نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز” الذي يشير في مقدمته قائلا: “ولـمّا وفَّقني الله تعالى لمطالعة هذين الكتابين (الأسرار والدلائل) التقطتُ منهما معاقدَ فوائدها ومقاصد فرائدها وراعيتُ الترتيبَ مع التّهذيب والتّحرير مع التّقرير، وضبطت أوابد الإجمالات في كلِّ باب بالتّقسيمات اليقينية وجمعت متفرّقات الكلم في الضوابط العقليّة مع الاجتناب عن الإطناب المملّ والاحتراز عن الإيجاز المخلّ” . كما نجد الفكر اللغويّ عند الجرجانيّ منظورًا إليه من خلال منظار اتجاهات لغوية ومناهج نقدية معاصرة عديدة كالبنيوية والأسلوبية والتداوليات والسيميائيات…إلخ ومن ثمّ يروم هذا المؤتمر رصد امتدادات هذا الفكر اللغويّ الذي أصّله الجرجاني في حقول معرفية متنوعّة كالتفسير والبلاغة والنقد والاتجاهات اللسانية المعاصرة.

وانسجاما مع تصوّر هذه الورقة العلميّة، نقترح المحاور التالية:

تجليات التفكير اللغوي ومظاهره عند الجرجاني.

أصول التفكير اللغوي عند الجرجاني

• الأصول النحوية

• الأصول المذهبيّة

• الأصول الأدبية

• أصول أخرى…

امتدادات تفكير الجرجاني اللغوي:

• في البلاغة

• في النقد

• في التفسير وعلومه

• في الاتجاهات اللغوية الحديثة والمعاصرة

آفاق استثمار التفكير اللغوي عند الجرجاني واستشرافه حاضرا ومستقبلا.

ضوابط المشاركة:

– أن يكون البحث مندرجا ضمن محاور المؤتمر.

– أن يتوخى أعراف البحث العلمية المعمول بها.

– أن يكون البحث أصيلا جديدا معدّا خصيصا لهذا المؤتمر.

– أن يلتزم الباحث بإدخال التعديلات التي توجه له من قبل اللجنة العلمية.

– أن يعتمد خط (Traditional Arabic) حجم 16 في المتن و14 في الهامش.

– أن تدرج الهوامش بشكل آلي أسفل كل صفحة، مع استقلال كل صفحة بتسلسل أرقام هوامشها.

– أن تدرج في نهاية البحث قائمة المصادر والمراجع مرتبة.

– ألا يتجاوز حجم البحث عشرة آلاف كلمة بما فيها الإحالات وقائمة المصادر والمراجع.

مواعيد المؤتمر:

– آخر أجل لإرسال الملخصات (في حدود 500 كلمة): 20 شتنبر 2024م

– الرد على الملخصات المقبولة: بداية من 25 شتنبر 2024م

– آخر أجل لتلقي الدراسات: 31 يناير 2025م

– بداية إجابة أصحاب الدراسات المقبولة: 17 فبراير 2025م

– تاريخ عقد المؤتمر: 16-17 أبريل 2025م